حين نبحث عن الإيجابيات فإننا حتماً سنراها، المهم قبل عملية البحث ان نؤمن بوجودها لا أن تكون عملية البحث لإثبات أنها أصلاً غير موجودة.
فما تعتقده فعلاً ستجده، وما تؤمن به ستحظى به يوماً.
مع الثورة المعلوماتية التي نعيشها اليوم أصبحت الصورة المتداولة عن المرأة السعودية بيننا نحت قبل أن تكون بين أفراد وجماعات العالم الغربي والمجتمعات العربية الأخرى تتحدث عنها وكأنها كائن مختلف أتى من مكان غير الذي أتت منه بقية النساء.
فيسعى البعض لإظهارها بعيدة عن العلم والتعلم والحضارة، كما يسعى البعض الآخر لإظهارها محرومة من حقوقها الإنسانية ومجردة من ممارسة حياتها الطبيعية كبقية النساء.
بعيداً عن التعليق على هذا وذاك أود أن أتحدث هنا فقط عن جوانب وحقائق عن المرأة السعودية قد لا يدركها البعض أو يتجاهلها ولكل أسبابه ومبرراته.
نظلمها كثيراً حين ندفع بها في أكثر من اتجاه دون أن نكلف أنفسنا بعض الوقت والتفكير لمعرفة ما الذي تريده هي أصلاً وما الذي تحتاجه فعلياً وما هي قادرة ومهيئة له من عدمه.
المرأة السعودية الأكثر ذكاءً بين النساء في المجالات العملية والعملية والإثباتات كثيرة في مجالات عدّة في قاعات التعلم وفي أماكن العمل.
المرأة السعودية هي الأجمل، وجمالها ليس عرضاً مجانياً للجميع أو من صناعة أحد رواد الماركات العالمية أو تجار المستهلكات، وإنما الجمال الذي امتدحه الله سبحانه وتعالى وأوصى به الحبيب صلى الله عليه وسلم.
المرأة السعودية هي الأكثر محافظة على أسرتها وانتماءً لها، فهي العامل الأكثر أهمية وتأثيراً في عملية الترابط الأسري وستبقى كذلك.
المرأة السعودية زوجة ناجحة بأعلى المقاييس وأكبر دليل أننا نحن الرجال نوكل إليها إدارة المنزل كاملة لدرجة أن أغلبنا لا يعلم فعلياً ما الذي يحصل في المنزل، وهي مع ذللك تديره إدارة كاملة بكل تفاصيله ونحن نحصل على النتائج التي نفخر بها وقد ينسبها بعضنا لنفسه.
فهي زوجة وأم ومعلمة ومدبرة وسكرتيرة ومدير صندوق وغيره وغيره من الدورا الكثيرة التي تقوم بها يومياً، ولك أن تنظر إلى أي منزل اضطرت ملكته لعدم التواجد فيها لبعض الوقت كيف تتبعثر شؤونه وتضطرب أحواله.
وإن كان البعض منا يتغنى بالمرأة الأجنبية فقد أثبتت دراسة بريطانية أن المرأة السعودية هي المرأة التي يرغب أكثر رجال العالم بها كزوجة وذلك حين عرضت عليها الأدوار التي تؤديها كل زوجة حسب جنسيتها فاتضحت لهم الصورة بعيداً عن التزييف الإعلامي الغربي بمساعدة إعلامنا العربي والمحلي أيضاً.
اقتصادياً تملك المرأة السعودية 40% من الثروة الخاصة في السعودية.
وإذا أردنا أن نبحث عن نماذج لسعوديات ناجحات بكل المقاييس فسنمضي وقتاً طويلاً وستطول القائمة إن نحن فقط بحثنا بإخلاص وتجرد.
فقط اذهب لمحرك البحث وابحث عن سعوديات قتلن في الخارج، وستدرك إلى أين وصلت المرأة السعودية.
المرأة السعودية تعرف جيداً كيف تكون مؤثرة في مكان تواجدها بعيداً عن الصخب والظهور أو حتى التذكير بما تفعله فهي تؤمن بدورها في المجتمع وتقوم به على الوجه الأكمل وبكل إخلاص ولا تنتظر الشكر والإشادة رغم أن ذلك حق لها ولو قامت أي امرأة أخرى بشي يسير مما تقوم به المرأة السعودية لرأينا الكل يثني عليها ويبارك جهدها ويتعجب من قدرتها، ونحن منهم للأسف.
ربما لأننا تعودنا على الأمر فأصبحنا لا ندرك أهميته أو ربما لا نشعر به إلا متأخراً أو ربما بعد فقده، وهنا أكرر القول الذي بدأت به أنك لن تجد الإيجابيات حين تبحث عنها إلا إن آمنت أولاً بوجودها.
المرأة السعودية تحدث عنها كثيرون وليس المقام هنا لسرد كل ما قيل عنها ولكن سأكتفي بمقتطفات فيما قيل عنها من قبل أناس عاشوا في المملكة أو تواجدوا في أماكن تواجدت فيه المرأة السعودية.
مبعوثة الرئيس الأميركي جورج بوش للسعودية، كارين هيوز، قالت إن الطالبات السعوديات أثرن "دهشتها" وأنها تأثرت "بصراحتهن وذكائهن" وبشعورهن بأنهن "جزء من المجتمع السعودي حتى ولو لم يحظين بحق التصويت وقيادة السيارة" (ميدل ايست 29 أيلول 2005).
قالت تانيا سي هسو «نقلاً عن عرب نيوز" لقد أمضيت في المملكة العربية السعودية أربعة أسابيع مرتدية العباءة والحجاب.. ونظراً لأنني محللة متخصصة في شؤون المملكة العربية السعودية، لم يمثل ارتدائي للحجاب وعدم تمكني من قيادة السيارة خلال المدة التي قضيتها هناك أي مشكلة بالنسبة لي، ولكنه كان مريحاً وعملياً!! وأدركت ولأول مرة في حياتي أن الرجال يتحدثون إلي مباشرة بكل احترام وتقدير دون أن يكون لجسدي كامرأة أثر في ذلك التقدير" 30/4/1426هـ .
د. هنري ماكوو- أستاذ جامعي ومؤلف وباحث متخصص في الشؤون النسوية والحركات التحررية قال عن المرأة السعودية:
"هي الصانعة المحلية، هي الجذر الذي يُبقي على الحياة.. الروح للعائلة.. تربي وتدرب أطفالها" وهي نظرة.
هذا بعض ما قاله الغرب عن أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا، ونحت يا ترى ما الذي نقوله عنهن؟!
هل نكرر ما يقوله من لا يريد لها ولنا خيراً أم أننا سنصفها ولو من أنفسنا؟!