لن أضع مقدمات لما أريد قوله فسأدخل في صلب الموضوع مباشرة، حين تذهب إلى أي سوق أو بقاله أو أي محل لتتبضع، فماذا تفعل؟
أنت بالطبع تأخذ بضاعة من هناك وتدفع مقابلها، سواء كان قليل ما أخذته أو كثير، فهذه هي الفكرة الأساسية. أن تتنازل عن المال مقابل ما ستحصل عليه.
في الحقيقة هذا الأمر لا يتوقف عن التبضع فقط، بل يمكن أن نطبقه في كل مجالات الحياة فأنت لن تحصل على أي أمر حتى تتخلى أن تتنازل أو تدفع بآخر.
من فلسفاتي التي لا زلت أؤمن بها: أنك لن تحصل على ما تحب حتّى تتنازل عن بعض ما تحتاج والعكس صحيح.
إذن، من يريد أن يتعلم / يتزوج / يتفوق / يكتسب مهارة / يكتب / يرسم / يتاجر / يسافر، حتى من يريد أن يحفظ القرآن، أي شيء يريده، فهو بحاجة لأن يدفع المقابل، وهذا المقابل تتوقف تكلفته على ما ترغب أنت في الحصول عليه أصلا ...
وكلما كبر الهدف ثقلت قيمته ،،،
لنعد الآن إلى السوق، أنت تريد أن تشتري سلعة قيمتها خمسة ريالات، هل تفكر قبل أن تدفع الريالات الخمسة وتأخذ السلعة، هل يدور بخلدك أنك بعد أن تدفعها فأنت ستملك السلعة لكن الريالات لن تبقى ملك لك أنت تخليت عنها مقابل الحصول على سلعتك.
فهل تفكر إن كانت هذه السلعة التي ترغب الآن في الحصول عليها تستحق فعلاً أن تتنازل عن الخمسة ريالات التي لا تزال ملكاً لك وبحوزتك وأنت على وشك التنازل عنها.